تستعد مصر لصيف 2025 بخطة شاملة تهدف إلى تأمين احتياجات البلاد من الكهرباء، في ظل الطلب المتزايد على الطاقة خلال موسم الذروة الصيفي.
وأكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، جاهزية الوزارة لتلبية الاحتياجات المتزايدة، مشيرًا إلى نجاحها في تأمين كميات الوقود اللازمة لتشغيل محطات التوليد بكامل طاقتها الإنتاجية
مشروعات الربط الكهربائي تعزز مكانة مصر الإقليمية
اقرأ أيضًا:
كشف وزير الكهرباء عن تحقيق تقدم ملموس في مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، والذي يعد واحدًا من أهم مشروعات التعاون الإقليمي في قطاع الطاقة. وأوضح أن نسبة الإنجاز في المشروع بلغت 68%، مع توقعات باكتماله في يوليو المقبل. ويشتمل المشروع على إنشاء ثلاث محطات تحويل ذات جهد عالٍ، إضافة إلى شبكة خطوط نقل هوائية بطول 1350 كيلومتراً، وكابلات بحرية تمتد لمسافة 22 كيلومتراً عبر خليج العقبة.
من جانبه، أكد خبراء الطاقة أن هذا المشروع سيعزز قدرات البلدين على تبادل الطاقة، حيث سيسمح بتصدير الفائض من الكهرباء بين مصر والسعودية، وخاصة خلال فترات اختلاف ذروة الاستهلاك بينهما، مما يحقق وفراً اقتصادياً للطرفين.
الربط مع أوروبا خطوة استراتيجية
وفي سياق متصل، أشار الوزير إلى أن مشروع الربط الكهربائي مع اليونان لا يزال في مرحلة الدراسات الأولية، مشدداً على أهميته الاستراتيجية لفتح قنوات تصدير الطاقة إلى القارة الأوروبية. وأوضح أن المشروع سيوفر طاقة بقدرة 3 ميجاواط، سيتم تخصيص ميجاواط واحد منها لليونان، بينما ستصدر مصر الميجاواطين الآخرين إلى دول أوروبية رئيسية، مثل ألمانيا وإيطاليا.
ويرى مراقبون أن هذا المشروع يعزز موقع مصر كمصدر رئيسي للطاقة النظيفة إلى أوروبا، حيث تعتمد مصر على مزيج متنوع من مصادر الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي في إنتاج الكهرباء، بما يتماشى مع أهدافها لتحقيق الاستدامة وتعزيز الأمن الطاقوي.
استراتيجية شاملة لتأمين الكهرباء
تأتي هذه المشاريع في إطار استراتيجية الحكومة المصرية الرامية إلى تطوير البنية التحتية لشبكة الكهرباء وتعزيز كفاءتها، حيث تمت إضافة قدرات جديدة إلى الشبكة خلال السنوات الماضية، مما ساهم في تحقيق فائض في إنتاج الكهرباء للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
وبحسب مصادر بوزارة الكهرباء، تشمل الاستعدادات لصيف 2025 إجراء أعمال صيانة دورية لجميع محطات التوليد لضمان كفاءتها التشغيلية، إضافة إلى رفع قدرات محطات الطاقة المتجددة لتلبية جزء من الطلب المتزايد.
مصر كمركز إقليمي للطاقة
تسعى مصر، من خلال هذه المشاريع، إلى تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، خاصة بعد أن أصبحت مركزاً رئيسياً لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا. ويُتوقع أن يساهم مشروع الربط الكهربائي مع السعودية وأوروبا في تحويل مصر إلى محور رئيسي لتبادل الطاقة بين القارات، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويوفر عائدات مالية كبيرة من تصدير الطاقة.
تظهر استعدادات مصر لصيف 2025 التزام الحكومة بمواكبة التطورات في قطاع الطاقة، مع التركيز على الاستفادة من موقعها الاستراتيجي لتكون حلقة وصل بين الشرق الأوسط وأوروبا في مجال الطاقة، ما يفتح آفاقاً واسعة للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.