افتتح الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، وأرسينيو أنطونيو دومينغيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية للدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بمقر الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية.
شهد حفل الافتتاح حضور عدد من السفراء وممثلي الدول الأعضاء في المنظمة، بالإضافة إلى الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، والفريق أشرف عطوة، قائد القوات البحرية، واللواء بحري أ.ح نهاد شاهين، نائب وزير النقل لشؤون القطاع البحري.
كما حضر أيضاً اللواء بحري أ.ح حسين الجزيري، رئيس الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية، واللواء طارق عبد الله، رئيس قطاع النقل البحري، واللواء أحمد حواش، رئيس هيئة ميناء الإسكندرية.
بدأت مراسم الاحتفال باستعراض رئيس الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية لأهم المشروعات التي تنفذها الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية في مجال تطوير الملاحة البحرية والبنية التحتية لها، بما يتماشى مع خطط التنمية المستدامة العالمية وتنفيذًا للاتفاقيات الدولية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية.
كما تم مشاهدة فيلمًا تسجيليًا عن دور وأهمية مصر في مجال النقل البحري وحركة التجارة العالمية والجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة النقل مُمثلة في الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية وقطاع النقل البحري على مدار السنوات الماضية، لاستضافة مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية في مصر وأهمية هذا المكتب.
اقرأ أيضاً..
ألقى الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، كلمته خلال حفل الافتتاح، أعرب فيها عن سعادته وترحيبه بالحضور في الإسكندرية، عروس البحر المتوسط، في هذا الحدث الهام.
أشار إلى أن افتتاح مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية للدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمقر الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية، يُعد إنجازاً يعكس ثقة المنظمة في مصر.
وأضاف، كما يعزز هذا الحدث مكانة مصر المحورية في مجال النقل البحري إقليمياً ودولياً، مؤكداً دورها الرائد كجسر للتعاون بين دول المنطقة، بما يسهم في تطوير القطاع البحري وتعزيز التكامل بين الدول العربية.
أكد الوزير، أن اختيار مصر لاستضافة المكتب الإقليمي جاء تتويجاً للجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة النقل، ممثلة في الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية وقطاع النقل البحري، على مدار السنوات الماضية.
وأوضح، أن الفكرة بدأت في عام 2019 عندما تقدمت مصر بطلب رسمي لاستضافة مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية لخدمة الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
منذ ذلك الحين، استمرت الجهود والتنسيقات المكثفة بين وزارة النقل ووزارة الخارجية والجهات المعنية، حيث قدمت مصر رؤية واضحة تبرز أهمية المكتب في دعم الدول العربية وتعزيز التعاون الإقليمي في القطاع البحري.
أشار إلى أن هذا الجهد لاقى دعماً كبيراً من الدول العربية وترحيباً من مختلف الأطراف، في أكتوبر 2022، وافقت لجنة التعاون التقني في دورتها الـ 72 على إنشاء المكتب، وتم اعتماد القرار من المجلس في دورته الـ 128 في ديسمبر 2022، وصولاً إلى توقيع مذكرة التفاهم في يوليو 2023.
نوه إلى أهمية مصر كدولة بحرية رئيسية، مستعرضًا العوامل التي تجعلها نقطة ارتكاز محورية في المنطقة.
وأوضح، أن مصر تُعد من أقدم الدول التي مارست النشاط البحري منذ العصور القديمة، ولها تاريخ عريق في بناء السفن والملاحة البحرية، مما يعزز مكانتها كدولة رائدة في هذا المجال.
وأضاف، أن الموقع الجغرافي الفريد لمصر، الذي يربط بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، يجعلها في قلب العالم، كما تتحكم في أحد أهم الممرات البحرية الدولية، قناة السويس، التي تُعد شريانًا رئيسيًا للتجارة البحرية العالمية.
أكد الوزير، أن مصر تبنت في السنوات الأخيرة استراتيجية طموحة لتطوير موانيها وإنشاء موانئ جديدة ليصل إجمالي الموانئ إلى 18 ميناء، واستثمرت مصر مبالغ ضخمة لتحديث هذه الموانئ وزيادة قدرتها على استقبال السفن العملاقة وتقديم خدمات بحرية متقدمة، مما يعزز دورها المحوري في دعم حركة التجارة الإقليمية والدولية.
أكد كامل الوزير، التزام مصر بجميع الاتفاقيات الدولية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية والخاصة بالنقل البحري وسلامة الملاحة وحماية البيئة البحرية، مما يجعلها شريكًا موثوقًا في صناعة النقل البحري العالمي.
وأوضح وزير الصناعة والنقل، أن هذه العوامل مُجتمعة تجعل من مصر ليس فقط مركزًا بحريًا عالميًا هامًا، بل شريكًا قويًا في تحقيق رؤية المنظمة البحرية الدولية لتطوير القطاع البحري وتعزيز استدامته، ويأتي افتتاح هذا المكتب الإقليمي اليوم للتأكيد على الثقة التي تحظى بها مصر ودورها الريادي في دعم النقل البحري على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف: نحن اليوم نقف بفخر في حضور الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، بمقر المكتب الذي أصبح واقعًا ملموسًا، ولم يكن تحقيق هذا الإنجاز ممكنًا دون الدعم الكبير من أشقائنا في الدول العربية، نعدهم بأننا سنبذل قصارى جهدنا لضمان نجاح هذا المكتب، ليصبح منصة فعالة لتقديم الدعم الفني والتقني، وتعزيز التعاون الإقليمي، ومواجهة التحديات المشتركة التي يواجهها القطاع البحري في منطقتنا.
أعرب الوزير عن خالص شكره وتقديره للمنظمة البحرية الدولية وأمينها العام على الثقة الغالية، ولكل من أسهم في تحقيق هذا الإنجاز الهام مؤكدًا التزام مصر الكامل بتوفير كل الدعم اللازم لضمان نجاح هذا المكتب في أداء مهامه وتحقيق أهدافه.
أرسينيو أنطونيو دومينغيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية
من جانبه، قال أرسينيو أنطونيو دومينغيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية في كلمته خلال فعاليات الافتتاح، إنه لشرف كبير أن أقف أمامكم اليوم في مدينة الإسكندرية التاريخية، منارة للتراث البحري والثقافي، حيث نحتفل بعلامة فارقة أخرى في رحلة التعاون البحري الدولي حيث الإطلاق الرسمي لمكتب التواجد الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
اسمحوا لي أن أتقدم بتهنئتي القلبية لجمهورية مصر العربية على اختيارها مضيفة لهذا المكتب الإقليمي.
وأوضح، يعكس الاختيار الأهمية الاستراتيجية لمصر في المجال البحري، والتزامها الثابت بالنهوض بالشحن العالمي، ومكانتها الفريدة حيث يوجد بها قناة السويس، وهي واحدة من أهم شرايين التجارة البحرية في العالم.
وأضاف، أن الدور المحوري لمصر في ربط القارات والاقتصاديات لا مثيل له، وبلا شك سيستفيد هذا المكتب من الخبرة والقيادة البحرية الغنية التي توفرها هذه الأمة العظيمة.
أعرب دومينغيز بالنيابة عن المنظمة عن عميق تقديرنا لحكومة مصر على دعمها الاستثنائي في جعل هذه الرؤية حقيقة واقعيه، وأن توفير البنية التحتية المضيفة والموارد والبيئة الترحيبية لهذا المكتب يؤكد تفاني مصر في تعزيز القطاع البحري، ليس فقط على الصعيد الوطني، ولكن في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها، نحن ممتنون لشراكتكم والتزامكم بمهمة مشتركة للشحن الآمن والمستدام.
وأشار إلى أن هذا المكتب يهدف إلى تقريب المنظمة البحرية الدولية من المنطقة، وضمان معرفة الاحتياجات والتحديات والتطلعات الفريدة لبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفهمها ومعالجتها بفعالية.
وتابع: أنه يمثل جسراً بين الحوكمة البحرية العالمية والحقائق الإقليمية، ويعزز التعاون ويقدم الدعم المستهدف لتعزيز القدرات البحرية والامتثال لصكوك المنظمة.
تتمتع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأهمية استراتيجية هائلة للتجارة العالمية مياه البحر الأحمر والخليج العربي والبحر المتوسط هي شريان الحياة للتجارة والطاقة والاتصال، مع ذلك تواجه هذه المنطقة أيضاً مجموعة من التحديات في الممرات المائية الحرجة، وآثار تغير المناخ، وضرورة الانتقال إلى ممارسات شحن أكثر اخضرارا.
وأضاف أرسينيو أنطونيو دومينغيز، تتطلب هذه التحديات العمل الجماعي والتفاهم المتبادل والحلول المشتركة، لطالما كانت مصر حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي وبطلا للتعاون البحري، وإن جهود مصر في تعزيز الحوار والتوسط في النزاعات والنهوض بالتنمية المستدامة هي مثال للعالم.
وأشار إلى أن هذا المكتب سيلعب دوراً حاسماً في تخطيط وبرمجة وتنفيذ أنشطة التعاون التقني التي تضطلع بها المنظمة البحرية الدولية في جميع أنحاء المنطقة، من تعزيز السلامة والأمن البحريين إلى مكافحة التلوث، وتعزيز إزالة الكربون، وتمكين المرأة في النقل البحري، سيساهم عمل هذا المكتب بشكل مباشر في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ومهمة المنظمة المتمثلة في الشحن الآمن والآمن والمستدام للجميع.
كما تضمنت فعاليات الافتتاح جولة ميدانية لنائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل والأمين العام للمنظمة البحرية الدولية في المقر الجديد للمكتب الإقليمي، حيث تم الاطلاع على الإمكانيات والتجهيزات الحديثة التي تضمن تفعيل دور المكتب في تقديم الدعم الفني والتدريب للدول الأعضاء في المنطقة، وتعزيز التواصل مع المكاتب الإقليمية الأخرى للمنظمة البحرية الدولية حول العالم.