تراجعت أسعار الذهب العالمية اليوم الخميس بنسبة 0.1% لتصل إلى 2,751.99 دولار للأوقية، بعد أن لمست أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر خلال الجلسة السابقة.
جاء هذا التراجع الطفيف عقب ارتفاع قياسي بلغ 2,763.43 دولار يوم الأربعاء، وهو المستوى الأعلى منذ شهر أكتوبر الماضي
الذهب- أرشيفية
سجلت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة انخفاضًا بنسبة 0.4% لتصل إلى 2,760.20 دولار للأوقية، في ظل تحركات محدودة استرعت اهتمام المتعاملين والمستثمرين في أسواق السلع والمعادن الثمينة. وبمقارنة الأداء خلال الفترات الزمنية الأخيرة، يظهر الذهب أداءً إيجابيًا ملحوظًا.
فخلال الأسبوع الماضي، ارتفع سعر الذهب بنسبة 5.84% بزيادة 151.99 دولار. وخلال الشهر الماضي، سجل ارتفاعًا بنسبة 5.16% بزيادة 134.99 دولار. أما على مدار العام الماضي، فقد حقق الذهب قفزة كبيرة بنسبة 31.05% بزيادة 651.99 دولار.
الذهب
توقعت المؤسسات المالية الكبرى، بما في ذلك بنوك Citi وGoldman Sachs، استمرار الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب خلال عام 2025. وترجح التوقعات وصول السعر إلى 2,900 دولار للأوقية في أوائل العام، مدعومًا بعوامل عدة أبرزها التوترات الجيوسياسية العالمية وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية.
يرتبط أداء الذهب بشكل وثيق بالسياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، المتوقع أن يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه القادم يومي 28 و29 يناير، كما تلعب السياسات التجارية للرئيس دونالد ترامب دورًا مهمًا، حيث قد تؤدي التعريفات الجمركية المقترحة بنسبة 25% على المكسيك وكندا و10% على الصين إلى زيادة التضخم، مما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.
تشير التوقعات الاقتصادية إلى أن السياسات المالية المقترحة، بما في ذلك التخفيضات الضريبية وإجراءات الحماية التجارية، قد تسهم في رفع معدلات التضخم. هذا الارتفاع المحتمل في التضخم قد يدفع المستثمرين نحو الذهب كوسيلة للتحوط، مما يدعم أسعاره بشكل إضافي.
الشهادات الدولارية
شهد الدولار الأمريكي تعافيًا مؤخرًا، مما أدى إلى بعض الضغوط على سعر المعدن الثمين، ومع ذلك، فإن أي ضعف مستقبلي في الدولار قد يعزز جاذبية الذهب للمستثمرين الدوليين. كما أن التوترات الجيوسياسية، مثل النزاعات التجارية وفرض التعريفات الجمركية، تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق، مما يدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
اقرأ أيضا..
في السوق المصري، سجل الذهب مستويات متباينة اليوم، حيث بلغ سعر عيار 24 حوالي 2,754.15 جنيه للأوقية، وعيار 21 نحو 2,410.88 جنيه، بينما وصل عيار 18 إلى 2,066.61 جنيه. وسجل الجنيه الذهب 19,287.04 جنيه.
يؤثر سعر صرف الدولار بشكل مباشر على السعر المحلي للذهب المحلية، مع توقعات باستمرار الضغوط على الجنيه المصري وسط التحديات الاقتصادية المستمرة. يشهد السوق المصري طلبًا متزايدًا على الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم وتقلبات العملة.
أسعار الذهب اليوم
يُجمع خبراء الاقتصاد على أن أسعار الذهب في مصر ستبقى تحت تأثير عدة عوامل رئيسية خلال الأشهر المقبلة، من بين هذه العوامل، توقعات استمرار ضعف الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي في ظل الضغوط الاقتصادية والتضخم المرتفع، كما أشاروا إلى أن الطلب المحلي على الذهب، سواء للاستثمار أو للاستخدام الشخصي، سيظل قويًا، مما يدعم استقرار أو ارتفاع الأسعار في السوق المحلي.
في الجانب الفني، أظهرت أسعار الذهب في السوق العالمية علامات على تصحيح محتمل بعد وصولها إلى مستويات قياسية، ومع ذلك، فإن المؤشرات الفنية تشير إلى أن أي هبوط في الأسعار قد يكون مؤقتًا، إذ يظل الاتجاه العام صعوديًا بدعم من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية.
للمستثمرين، يُنصح بالاحتفاظ بالذهب كأصل استثماري أساسي، خاصة في ظل التوقعات بارتفاع الأسعار خلال عام 2025. للمتعاملين في السوق المحلي، يُفضل مراقبة تحركات سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، أما للأفراد الراغبين في شراء المشغولات الذهبية، فيُنصح بالشراء عند حدوث أي انخفاض طفيف في الأسعار، مع تجنب شراء كميات كبيرة دفعة واحدة لتقليل مخاطر تقلبات الأسعار.
يظل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية. ومع التوقعات باستمرار التحديات العالمية، يُتوقع أن تظل أسعار الذهب مدعومة خلال عام 2025، في مصر، يظل أداء الجنيه المصري والتوجهات الاقتصادية للحكومة عاملين حاسمين في تحديد الأسعار المحلية.
لذا، فإن متابعة المستجدات الاقتصادية محليًا وعالميًا أمر ضروري لاتخاذ قرارات استثمارية ناجحة في سوق الذهب المتغير والمعقد.