مي عبد الحميد: مبادرة التمويل العقاري من البنك المركزي المصري لعبت دوراً حاسماً في إنجاح مبادرة سكن لكل المصريين.

أعلنت مي أبو النجا، النائب الأول لمحافظ البنك المركزي المصري، أن مصر ستستضيف ورشة عمل بعنوان “تمويل الإسكان الميسور” في الفترة من 7 إلى 10 أبريل، بالتعاون مع التحالف من أجل الشمول المالي (AFI) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat).

مبادرة تمويل العقارات

وأوضح النائب الأول لمحافظ البنك المركزي المصري، أن الورشة التي حضرها ممثلون عن 10 بنوك مركزية من مختلف الدول، استهدفت معالجة تحديات تمويل الإسكان واستعراض استراتيجيات مبتكرة وشاملة ومستدامة لتحقيقها.

وأوضحت مي أبو النجا أن استضافة مصر لهذه الورشة بالتعاون مع الشركاء الدوليين يؤكد ويعترف بإنجازات مصر في مجالات الإسكان الميسور والتنمية المستدامة.

ألقت مي عبد الحميد الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي وتمويل العقار كلمة في ورشة عمل “تمويل الإسكان الميسر”.

وفي كلمتها، ألقت مي عبد الحميد الضوء على إنجازات المبادرة الرئاسية “سكن لكل المصريين” للمواطنين محدودي ومتوسطي الدخل ودور القطاع المصرفي في هذا النجاح. وحضر الحفل عدد كبير من مسؤولي البنوك المركزية من طاجيكستان وكينيا وبنجلاديش وباكستان والمغرب ومصر وسورينام وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي.

وأشارت مي عبد الحميد في بداية كلمتها إلى أن صندوق الإسكان الاجتماعي والتمويل العقاري يستهدف بناء مليون وحدة سكنية لمحدودي الدخل منذ انطلاقه عام 2014، ويساهم الصندوق في ضمان الحق في السكن كما نص عليه الدستور المصري. ولا يركز الصندوق على بناء المساكن فحسب، بل يهدف أيضاً إلى بناء مجتمعات حضرية متكاملة حيث يمكن للمواطنين الانتقال إليها فوراً.

وأوضح مدير عام صندوق الإسكان الاجتماعي وتمويل العقار أن عمل الصندوق يتركز على وضع خطط بناء الوحدات السكنية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود والمتوسط وتوفير التمويل اللازم لضمان استدامة واستمرارية البرنامج.

وقال إن الصندوق واجه عدداً من التحديات خلال تنفيذ المبادرة الرئاسية «سكن لكل المصريين»، ومنها خوف القطاع المصرفي من التعامل مع عملاء المبادرة لعدم تعاملهم كثيراً مع البنوك من قبل. لأنه في بداية المبادرة لم يشارك في المبادرة أي بنك من القطاع الخاص، ولم يشارك فيها سوى أربعة بنوك حكومية. كما واجه الصندوق تحديات مثل انخفاض عدد الوحدات السكنية الرسمية في السوق، وضعف القدرة الشرائية للمواطنين محدودي الدخل، وغيرها من التحديات التي تمكن الصندوق من التغلب عليها من خلال التعاون مع البنك المركزي المصري ومؤسسات حكومية مختلفة.

وأوضح أوزتورك أن الصندوق يعتمد على آليات عمل واضحة ومحددة مسبقًا، ويتم إجراء العديد من الدراسات المختلفة قبل الإعلان عن أي شيء، وأشار إلى ما يلي: تحديد المتغيرات المتعلقة بحدود الدخل وقيمة الدعم المستهدفة من خلال الأخذ في الاعتبار عوامل مثل سعر بيع الوحدة، والحد الأقصى لعبء الدين على العميل، وعمر مقدم الطلب، ومكان الإقامة أو العمل.

وأضاف مدير عام صندوق الإسكان الاجتماعي وتمويل الرهن العقاري أن البرنامج يساهم أيضاً في توفير السكن الملائم للفئات الاجتماعية التي لم تكن قادرة في السابق على تملك وحدات سكنية، مثل المرأة التي تمتلك 24% من الوحدات السكنية التي يقدمها البرنامج. وبالإضافة إلى إتاحة الفرصة للعاملين في القطاع الخاص والعاملين في المهن الحرة، والذين يشكلون 71% من إجمالي المستفيدين، بالحصول على وحدة سكنية، تم تخصيص 5% من الوحدات أيضاً للمواطنين ذوي الإعاقة.

وأضافت مي عبد الحميد أن صندوق الإسكان الاجتماعي وصندوق دعم التمويل العقاري ساهما في زيادة الرقعة العمرانية في مصر من 7% إلى 14%، مشيرة إلى أن 85% من الوحدات السكنية التي طرحها الصندوق تم بناؤها في المدن الجديدة، وهو ما ساهم في انتقال المزيد من الأسر إلى المدن الجديدة.

وأشار مدير عام صندوق الإسكان الاجتماعي وتمويل العقار إلى أن عملية توطين المواطنين في وحدات سكنية بالمدن الجديدة تتطلب إجراءات مختلفة، مثل توفير شبكة مواصلات مريحة، وتطوير المناطق المحيطة بالوحدات السكنية لتشجيع المواطنين على الانتقال إليها والسكن فيها بشكل دائم. ونظرا لأهمية البرنامج وضرورة توسيع المساحة العمرانية في مصر، ورغم تكلفته المرتفعة، فقد تحملت الدولة المصرية هذه التكاليف دون تحميلها على المواطنين.

وأوضح أنه تم إنجاز 722 وحدة سكنية، وتخصيص 648 ألف وحدة سكنية، ويجري العمل على بناء 298 ألف وحدة سكنية. كما قدم الصندوق 79 ألف وحدة سكنية ضمن مبادرة “سكن لكل المصريين 5″، والتي شهدت إقبالاً غير مسبوق منذ إطلاق البرنامج. سيتم الإعلان عن “سكن 7 لكل المصريين” خلال الفترة المقبلة. وبلغ حجم التمويل العقاري المقدم للمستفيدين حتى الآن نحو 82.86 مليار ليرة، كما بلغ الدعم النقدي 10.13 مليار ليرة.

وأوضحت مي عبد الحميد أن صندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري يستفيد من مبادرات التمويل العقاري التي أطلقها البنك المركزي في عام 2014 ومازالت مستمرة. يتم دفع دعم الفائدة من خلال وزارة المالية ضمن نطاق مخصصات برنامج الحماية الاجتماعية؛ وتتراوح أسعار الفائدة ما بين 7% إلى 12%، ويمكن أن تصل فترات السداد إلى 20 عاماً.

وأضاف أن الصندوق يعتمد على وزارة المالية في دعم أسعار الفائدة، حيث تقوم الوزارة بتوزيع دعم أسعار الفائدة على كل مستفيد من الوحدات السكنية. تم تصميم هذا لتسهيل العملية وتوفير السكن بأسعار معقولة للمواطنين ذوي الدخل المنخفض والمتوسط.

وأوضحت مي عبد الحميد أن صندوق الإسكان الاجتماعي والتمويل العقاري يبيع المنازل بسعرها الحقيقي دون تحقيق أي هامش ربح. بالإضافة إلى ذلك يتم تقديم الدعم المالي بنسبة متزايدة وفقاً لدخل المواطن المتقدم للحصول على وحدة سكنية.

وأضاف أنه بفضل التزام المواطنين بالسداد في مواعيده نجح البرنامج في اكتساب ثقة 30 مؤسسة مالية. الصندوق الذي كان يتعاون في السابق مع 4 بنوك، يتعاون حالياً مع 20 بنكاً و8 شركات تمويل عقاري.

أوضح مدير عام صندوق الإسكان الاجتماعي والتمويل العقاري، الرقابة والممارسات المتبعة بشأن التمويل العقاري من خلال التنسيق بين البنك المركزي والصندوق. وقد تم توزيع هذه الضوابط على البنوك المشاركة في عام 2014، وتم إجراء بعض التغييرات عليها في وقت لاحق. كما أوضح الحوافز التي تم إقرارها وتقديمها لتشجيع البنوك التجارية على المشاركة في البرنامج. ويساهم ذلك في تقليل مخاطر الائتمان من خلال تحسين منظومة الشمول المالي وزيادة ربحية البنوك وتنويع محافظها.

وأضاف عبد الحميد أن الصندوق يتعاون أيضاً مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة والدولية على المستوى الحكومي، منها هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة والبنك المركزي ووزارة المالية. ويتعاون الصندوق على المستوى الدولي مع البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية.

وأشار إلى أن الصندوق تعاون في القطاع الخاص مع نحو 2000 شركة لإنتاج مساكن للمواطنين ذوي الدخل المحدود، ومع 11 شركة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات للتحقق من دقة البيانات المقدمة من المواطنين.

وفي ختام الجلسة أجرت مي عبد الحميد حوارا مفتوحا مع المشاركين. وأبدى المشاركون اهتمامهم بنظام التمويل العقاري المستخدم في المبادرة الرئاسية “سكن لكل المصريين”، وكيفية تطبيقه على أرض الواقع، وكيفية حساب الدعم النقدي وفوائده.

وطرح المشاركون أيضًا أسئلة حول التعاون مع المنظمات الدولية مثل البنك الدولي وكيفية استخدام الأموال من هذه المنظمات في البرنامج. وقالت مي عبد الحميد إن التعاون مع البنك الدولي مهم للغاية للبرنامج ويساهم بشكل كبير في نجاح البرنامج حيث تستخدم أمواله في تقديم الدعم النقدي المباشر للمواطنين.

وأعرب المشاركون من مختلف الدول الأجنبية عن اهتمامهم بمعرفة المزيد عن قصة نجاح مصر في تحقيق الشمول المالي من خلال برنامجها للإسكان الاجتماعي، خاصة وأنها تساهم في توفير التمويل المستدام للبرنامج. ولذلك سيقومون بإعداد تقرير بحثي عن التجربة المصرية ونجاحاتها، حتى تستفيد منه دول العالم. كما دعت الأستاذة مي عبد الحميد المشاركين لزيارة وحدات الإسكان التابعة للمبادرة الرئاسية “سكن لكل المصريين” للمواطنين محدودي ومتوسطي الدخل والتعرف على المزيد من التجربة المصرية.

التحالف من أجل الشمول المالي (AFI) هو تحالف عالمي رائد في مجال السياسة المالية يعمل على تعزيز الشمول المالي. ويضم التحالف البنوك المركزية والهيئات التنظيمية المالية من 84 دولة. يربط التحالف العالمي للشمول المالي صناع السياسات ويمكِّنهم من تطوير مبادرات فعالة لتعزيز الشمول المالي. على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، أطلق أعضاء التحالف الدولي للشمول المالي 1130 سياسة للشمول المالي وساهموا في الشمول المالي لـ 850 مليون شخص. ويقوم التحالف أيضًا بإصدار تقارير دورية وتحليلات وتعليقات حول حالة الشمول المالي.

قد يهمك أيضاً :-

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *